كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
{تحيتهم فِيهَا سَلام} يَقُولُ: يُسَلِّمُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ على بعضٍ، وتحييهم الْمَلائِكَةُ أَيْضًا عَنِ اللَّهِ بِالسَّلامِ؛ حِينَ تَأْتِيهِمْ مِنْ عِنْدَ اللَّهِ بالكرامة والهدية.
سُورَة إِبْرَاهِيم من الْآيَة (24) إِلَى الْآيَة (27).
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مثلا كلمة طيبَة} هِيَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ {كشجرة طيبَة} وَهِيَ النَّخْلَةُ؛ وَهِيَ مَثَلُ الْمَؤْمِنِ {أَصْلهَا ثَابت} فِي الأَرْضِ {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} أَيْ: رَأْسُهَا الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الثَّمَرَة
{تؤتي أكلهَا} ثَمَرَتَهَا {كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} أَيْ: بِأَمْرِهِ. تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَزَالُ مِنْهُ كلامٌ طيبٌ وعملٌ صالحٌ؛ كَمَا تُؤْتِي هَذِهِ الشَّجْرَةُ أُكُلَهَا فِي كُلِّ حِينٍ.
قَالَ يحيى: (وَالْحِينُ) فِي تَفْسِيرِ بَعْضِهِمْ: السَّنَةُ، وَهِيَ تُؤْكَلُ شِتَاءً وَصَيْفًا.
قَالَ محمدٌ: (الْحِينُ) فِي اللُّغَةِ: اسْمُ وقتٍ مِنْ أَوْقَاتِ الزَّمَانِ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا طَال وَقصر.
{وَمثل كلمة خبيثة} الشّرك {كشجرة خبيثة} يَعْنِي: الْحَنْظَلَةَ {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض} أَيْ: قُطِعَتْ مِنْ أَعْلَى الأَرْضِ {مَا لَهَا من قَرَار} أَيْ: لَيْسَ لأَصْلِهَا ثباتٌ فِي الأَرْضِ؛ فَذَلِكَ مَثَلُ عَمَلِ الْكَافِرِ، لَيْسَ لِعَمَلِهِ الْحَسَنِ أصلٌ
الصفحة 368