كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
السلَاسِل (يقرن كل إِنْسَان (ل 168) وَشَيْطَانِهِ الَّذِي كَانَ قَرِينَهُ فِي الدُّنْيَا فِي سِلْسِلَةٍ وَاحِدَةٍ.
قَالَ محمدٌ: وَاحِدُ الأَصْفَادِ: صفدٌ) يُقَالُ: صَفَدْتُ الرَّجُلَ؛ إِذَا جَعَلْتُهُ فِي صفدٍ، وَأَصْفَدْتُهُ إِذَا أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً.
{سرابيلهم من قطران} أَيْ: قُمُصُهُمْ، وَالْقَطِرَانُ: هُوَ الَّذِي يُطْلَى بِهِ الإِبْلُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: (سرابيلهم من قطران) أَيْ: مِنْ صفرٍ حَارٍّ قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} هُوَ كَقَوْلِهِ: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سوء الْعَذَاب} أَيْ: يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّار
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كسبت} مَا عَمِلَتْ {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحساب}.
يحيى: سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ:
يُقْضَى بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي قَدْرِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا.
{هَذَا بَلَاغ للنَّاس} لِلْمُؤْمِنِينَ؛ يَعْنِي: الْقُرْآنَ يُبَلِّغُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَه وَاحِد} لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب} وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ.
الصفحة 378