كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَلها كتاب مَعْلُوم} يَعْنِي: الْوَقْتَ الَّذِي يُهْلَكُونَ فِيهِ؛ يَعْنِي: مِنْ أُهْلِكَ مِنَ الْأُمَمِ السالفة بتكذيبهم رسلهم
{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} يَعْنِي: الأُمَمَ الْخَالِيَةَ أَجَلُهَا وَقْتُ الْعَذَاب {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} عَنهُ.
{وَقَالُوا يَا أَيهَا الَّذِي نزل عَلَيْهِ الذّكر} يَعْنِي: الْقُرْآن؛ فِيمَا تَدعِي {إِنَّك لمَجْنُون} يعنون: مُحَمَّدًا
{لَو مَا} أَي: لَوْلَا {تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} حَتَّى تَشْهَدَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ {إِن كنت من الصَّادِقين} فنصدقك.
قَالَ اللَّهُ: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ} حَتَّى تعاينونهم {إِلَّا بِالْحَقِّ} يَعْنِي: بِعَذَابِهِمْ وَاسْتِئْصَالِهِمْ {وَمَا كَانُوا إِذن منظرين} طَرْفَةَ عَيْنٍ بَعْدَ نُزُولِ الْمَلائِكَةِ.
سُورَة الْحجر من الْآيَة (9) إِلَى الْآيَة (15).
{إِنَّا نَحن نزلنَا الذّكر} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} حَفِظَهُ اللَّهُ مِنْ إِبْلِيسَ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ شَيْئًا، أَوْ يَنْقُصَ مِنْهُ.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شيع الْأَوَّلين} أَيْ: فِي قرنٍ؛ يَعْنِي: قَوْمَ نُوحٍ وَسَائِرَ الأُمَمِ {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رسولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يستهزئون}
{كَذَلِك نسلكه} نَسْلُكُ التَّكْذِيبَ {فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ محمدٌ: تَقُولُ: سَلَكْتُ فُلانًا فِي الطَّرِيقِ وَأَسْلَكْتُهُ بِمَعْنى واحدٍ.
الصفحة 380