كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدّين} الْحِسَابِ؛ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْهِ اللَّعْنَةُ أَيْضًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبَدًا.
{قَالَ فَإنَّك من المنظرين} المؤخرين
{إِلَى يَوْم الْوَقْت الْمَعْلُوم} يَعْنِي: النَّفْخَةَ الأُولَى الَّتِي يَمُوتُ بِهَا كُلُّ حَيٍّ، وَأَرَادَ عَدَوُّ اللَّهِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ إِلَى النَّفْخَةِ الآخِرَةِ الَّتِي يُبْعَثُ بِهَا الْخَلْقُ.
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُم فِي الأَرْض} يُزَيِّنُ لَهُمُ الدُّنْيَا فِي أَمْرِهِمْ بِهَا، وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَا بَعْثَ وَلا حِسَابَ وَلا جَنَّةَ وَلا نَارَ؛ يُوسَوِسُ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ} لأضلنهم {أَجْمَعِينَ}
{إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المخلصين} الْمُوَحِّدين.
{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} (ل 170) تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ: يَعْنِي: أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِي لِمَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} أَيْ: لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُضِلَّ مَنْ هَدَى اللَّهُ {إِلا مَنِ اتبعك من الغاوين}
{وَإِن جَهَنَّم لموعدهم أَجْمَعِينَ} يَعْنِي: الغاوين
{لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب} بَعْضُهَا تَحْتَ بعضٍ مُطْبَقَةٌ؛ الْبَابُ الأَعْلَى جَهَنَّمُ، ثُمَّ سَقَرُ، ثُمَّ لَظَى، ثُمَّ الْحُطَمَةُ، ثُمَّ السَّعِيرُ، ثُمَّ الْجَحِيمُ، ثُمَّ الْهَاوِيَةُ، وَجَهَنَّمُ وَالنَّارُ يَقْدُمَانِ الأَسْمَاءَ {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُم جُزْء مقسوم}.

الصفحة 385