كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
سُورَة الْحجر من الْآيَة (85) إِلَى الْآيَة (94).
{وَمَا خلقنَا السَّمَاوَات وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ} أَيْ: لِلْبَعْثِ {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} وَهَذَا منسوخٌ بِالْقِتَالِ.
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} تَفْسِيرُ قَتَادَةَ: هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ؛ وَهِيَ سَبْعُ آياتٍ؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمَثَانِي؛ لأَنَّهُنَّ يُثَنَّيْنَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
قَالَ محمدٌ: قِيلَ: الْمَعْنَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مَثَانِيَ، وَتَكُونُ (مَنْ) صِلَةٍ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَاجْتَنِبُوا الرجس من الْأَوْثَان} الْمَعْنَى: اجْتَنِبُوا الأَوْثَانَ، لَا أَنَّ بَعْضهَا رجسٌ.
{وَالْقُرْآن الْعَظِيم} أَي: وآتيناك الْقُرْآن الْعَظِيم.
{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم} أَصْنَافًا؛ يَعْنِي: الأَغْنِيَاءَ؛ فِي تَفْسِيرِ مُجَاهِد {وَلَا تحزن عَلَيْهِم} يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا {واخفض جناحك للْمُؤْمِنين} أَيْ: أَلِنْهُ لِمَنْ آمَنَ بِكَ
{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} أَي: أنذر النَّاس النَّار
(كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جعلُوا الْقُرْآن
الصفحة 391