كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
مِنْ الْإِشْرَاك بِهِ
{ينزل الْمَلَائِكَة بِالروحِ} (فِي تَفْسِيرِ السُّدِّيِّ) {مِنْ أَمْرِهِ} أَيْ: بِأَمْرِهِ.
قَالَ محمدٌ: (سُمِّيَ (ل 172) الْوَحْيُ رُوحًا لأَنَّ بِهِ) حَيَاةً مِنَ الْجَهْلِ.
{عَلَى مَنْ يَشَاءُ من عباده أَن أنذروا} بِأَنْ أَنْذِرُوا {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنا فاتقون} أَن تعبدوا معي إِلَهًا.
{خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ} للبعث والحساب، وَالْجنَّة وَالنَّار
{خلق الْإِنْسَان من نُطْفَة} يَعْنِي: الْمُشْرِكَ؛ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنِ {فَإِذا هُوَ خصيم مُبين} بَين الْخُصُومَة.
{والأنعام خلقهَا لكم} يَعْنِي: الإِبْلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ.
قَالَ محمدٌ: نَصْبُ (الأَنْعَامِ) عَلَى فِعْلٍ مُضْمَرٍ؛ الْمَعْنَى: وَخَلَقَ الأَنْعَامَ لَكُمْ.
{فِيهَا دفء} يَعْنِي: مَا يَصْنَعُ مِنَ الْكِسْوَةِ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا وَمَنَافِعَ فِي ظُهُورِهَا؛ هَذِهِ الإِبْلُ وَالْبَقَرُ وَأَلْبَانُهَا فِي جَمَاعَتِهَا.
{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}
{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} أَيْ: حِينَ تَرُوحُ عَلَيْكُمْ رَاجِعَةً من الرَّعْي {وَحين تسرحون} بِهَا إِلَى الرَّعْيِ؛ هَذَا تَفْسِيرُ الْحَسَنِ.
قَالَ محمدٌ: رَاحَتِ الْمَاشِيَةُ وَأَرَحْتُهَا، وَسَرَحَتْ وَسَرَّحْتُهَا؛ الرَّوَاحُ: بِالْعَشِيِّ، وَالسُّرُوحُ: بِالْغُدُوِّ. وَمَعْنَى (لَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ) أَيْ: إِذَا قِيلَ:
الصفحة 395