كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

هَذَا مَال فلَان.
{وَتحمل أثقالكم} يَعْنِي: الإِبْلَ وَالْبَقَرَ {إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الْأَنْفس} يَقُولُ: لَوْلا أَنَّهَا تَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى الْبَلَدِ الَّذِي تُرِيدُونَهُ، لمْ تَكُونُوا بِالِغِي ذَلِكَ الْبَلَدِ إِلا بِمَشَقَّةٍ عَلَى أُنْفُسِكُمْ {إِنَّ رَبَّكُمْ لرءوف رَحِيم} يَقُولُ: فَبِرَأْفَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ سَخَّرَ لَكُمْ هَذِهِ الأَنْعَامَ، وَهِيَ لِلْكَافِرِ رَحْمَةُ الدُّنْيَا لِيَرْزُقَهُ فِيهَا مِنَ النعم.
{وَالْخَيْل} يَقُولُ: وَخَلَقَ الْخَيْلَ {وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لتركبوها وزينة} فِي رُكُوبِهَا؛ تَفْسِيرُ قَتَادَةَ: خَلَقَهَا اللَّهُ لِلْرُكُوبِ وَلِلْزِينَةِ {وَيَخْلُقُ مَا لَا تعلمُونَ} مِنَ الأَشْيَاءِ كُلِّهَا مِمَّا لمْ يذكر لكم.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (9) إِلَى الْآيَة (13)
{وعَلى الله قصد السَّبِيل} يَعْنِي: طَرِيقَ الْهُدَى؛ كَقَوْلِهِ: {إِنَّ علينا للهدى} {وَمِنْهَا} أَيْ: وَعَنْهَا؛ يَعْنِي: السَّبِيلَ {جَائِرٌ} وَهُوَ الْكَافِرُ جَارَ عَنْ سَبِيلِ الْهدى
{وَمِنْه شجر فِيهِ تسيمون} أَيْ: تَرْعَوْنَ أَنْعَامَكُمْ.

الصفحة 396