كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
{فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا عمِلُوا} ثَوَابَ مَا عَمِلُوا {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يستهزئون} أَيْ: ثَوَابُ مَا كَانُوا بِهِ يستهزئون بآيَات الله وبالرسل.
{وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْء} وَهُوَ مَا حَرَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَغَيْرُ ذَلِكَ؛ فَقَالَ اللَّهُ جَوَابًا لِقَوْلِهِمْ: {كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}.
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا} يَعْنِي. مِمَّنْ أُهْلِكَ بِالْعَذَابِ {أَنِ اعبدوا الله وَاجْتَنبُوا الطاغوت} وَالطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ؛ هُوَ دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ {فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة المكذبين} كَانَ عاقبتهم أَن دمر الله عَلَيْهِم، ثمَّ صيرهم إِلَى النَّار.
{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} كَقَوْلِهِ: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادي لَهُ}.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (38) إِلَى الْآيَة (42).
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يبْعَث الله من يَمُوت} قَالَ: {بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} ليبعثهم.
الصفحة 402