كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

قَالَ محمدٌ: (وَعدا) مَصْدَرٌ؛ وَالْمَعْنَى: وَعَدَ بِالْبَعْثِ وَعْدًا.
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} أَيْ: مَا كَانُوا يَخْتَلِفُونَ فِي الدُّنْيَا؛ يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ} فِي قَوْلِهِمْ فِي الدُّنْيَا: {لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ}.
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نقُول لَهُ} قبل أَن يكون (ل 174) {كن فَيكون}.
قَالَ محمدٌ: (فَيكون) بِالرَّفْعِ عَلَى مَعْنَى: فَهُوَ يَكُونُ.
{وَالَّذين هَاجرُوا فِي الله} إِلَى الْمَدِينَةِ {مِنْ بَعْدِ مَا ظلمُوا} مِنْ بَعْدِ مَا ظَلَمَهُمُ الْمُشْرِكُونَ {وأخرجوا دِيَارِهِمْ} مِنْ مَكَّةَ {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَة} يَعْنِي: الْمَدِينَةَ؛ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ {ولأجر الْآخِرَة} الْجنَّة {أكبر} مِنَ الدُّنْيَا {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} لَعَلِمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا.
{الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} قَالَ الْحَسَنُ: وَهُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظلمُوا.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (43) إِلَى الْآيَة (50).

الصفحة 403