كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

الله. قَالَ الله: {سُبْحَانَهُ} يُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَمَّا قَالُوا {وَلَهُمْ مَا يشتهون} أَيْ: وَيَجْعَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ؛ يَعْنِي: الغلمان
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجهه مسودا} أَي: متغيراً {وَهُوَ كظيم} أَيْ: كظيمٌ عَلَى الْغَيْظِ وَالْحُزْنِ.
(ل 175) قَالَ محمدٌ: وَأَصْلُ الْكَظْمِ: الْحَبْسُ.
{يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} يَقُولُ: يَتَفَكَّرُ كَيْفَ يَصْنَعُ بِمَا بُشِّرَ بِهِ؛ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هوانٍ - يَعْنِي: الابْنَةَ - أَمْ يَدْفِنُهَا حَيَّةً حَتَّى تَمُوتَ مَخَافَةَ الْفَاقَةِ {أَلا سَاءَ} بئس {مَا يحكمون} وَهَذَا مثلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ: الْمَلائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ.
ثُمَّ قَالَ: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} يَقُولُ: وَلِلَّهِ الإِخْلاصُ وَالتَّوْحِيدُ؛ فِي تَفْسِير قَتَادَة.
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} أَيْ: لَحَبَسَ الْمَطَرَ؛ فَأَهْلَكَ حَيَوَانَ الأَرْض {وَلَكِن يؤخرهم} يُؤَخِّرُ الْمُشْرِكِينَ {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} إِلَى السَّاعَةِ؛ لأَنَّ كُفَّارَ آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَخَّرَ عَذَابَهَا بِالاسْتِئْصَالِ إِلَى النَّفْخَةِ الأُولَى {فَإِذَا جَاءَ أَجلهم} بِعَذَاب الله {لَا يَسْتَأْخِرُونَ} عَنهُ عَن الْعَذَاب، الْآيَة
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (62) إِلَى الْآيَة (67).

الصفحة 407