كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
{وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل} أَيْ: أَلْهَمَهَا {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} أَي: يبنون
{فاسلكي سبل رَبك} يَعْنِي: طُرُقَ رَبِّكِ الَّتِي جَعَلَ لَك {ذللا} قَالَ مجاهدٌ: يَعْنِي: ذَلَّلْتُ لَهَا السُّبُلَ لَا يَتَوَعَّرُ عَلَيْهَا مَكَانٌ {يخرج من بطونها شراب} يَعْنِي: الْعَسَلَ {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء للنَّاس} أَي: دواءٌ.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمر لكيلا يعلم بعد علم شَيْئا} يَقُولُ: يَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الطِّفْلِ الَّذِي لَا يعقل شَيْئا.
{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} الآيَةَ، يَقُولُ: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَكُونُ هُوَ وَمَمْلُوكُهُ وَأَهْلُهُ وَمَالُهُ شُرَكَاءَ سَوَاءً؛ أَيْ: أَنَّكُمْ لَا تَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِمَمْلُوكِيكُمْ؛ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَلا يُشْرَكَ بِهِ أحدٌ مِنْ خَلْقِهِ.
{أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} عَلَى الاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: قَدْ فَعَلُوا ذَلِك.
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} يَعْنِي: نِسَاءً {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أزواجكم بَنِينَ وحفدة} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: الْحَفَدَةُ: الْخَدَمُ؛ يَعْنِي: بِذَلِكَ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ؛ يُقَالُ: إِنَّهُمْ بَنُونَ وَخَدَمٌ.
قَالَ محمدٌ: وَأَصْلُ الْحَفَدِ: الْخِدْمَةُ وَالْعَمَلُ، وَمِنْهُ يُقَال فِي الْقُنُوت: (ل 176) " وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ " أَيْ: نَعْمَلُ بطاعتك.
الصفحة 410