كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

وَالصُّوف {وسرابيل تقيكم بأسكم} يَعْنِي: دُرُوعَ الْحَدِيدِ تَقِي الْقِتَالَ.
{كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تسلمون} لِكَيْ تُسْلِمُوا؛ يَقُولُ: إِنْ أَسْلَمْتُمْ تَمَّتْ عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ بِالْجَنَّةِ، وَإِنْ لَمْ تُسْلِمُوا لمْ تَتِمَّ عَلَيْكُمُ النِّعْمَة
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبين} أَيْ: لَيْسَ عَلَيْكَ أَنْ تَهْدِيَهُمْ، وَكَانَ هَذَا قبل أَن يُؤمر بقتالهم.
{يعْرفُونَ نعْمَة الله ثمَّ يُنْكِرُونَهَا} يَقُولُ: يَعْرِفُونَ وَيُقِرُّونَ أَنَّ اللَّهَ خلقهمْ، وَخلق السَّمَوَات وَالأَرْضَ، وَأَنَّهُ هُوَ الرَّزَّاقُ، ثُمَّ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ بِتَكْذِيبِهِمْ {وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} يَعْنِي: جَمَاعَتهمْ.
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدا} يَعْنِي: نبياًّ يشْهد عَلَيْهِم (ل 177) أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَهُمْ {ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يستعتبون} هِيَ مَوَاطِنٌ: لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مَوْطِنٍ فِي الْكَلامِ، وَيُؤْذَنُ لَهُم فِي موطن.
{وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ} أَيْ: دَخَلُوا فِيهِ؛ يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ {فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ} الْعَذَابُ {وَلا هم ينظرُونَ} سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ، فَيَرُدَّهُمْ إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى يَتُوبُوا؛ فَلَمْ يؤخرهم.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (86) إِلَى الْآيَة (89).

الصفحة 414