كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

{دخلا بَيْنكُم} أَيْ: خِيَانَةً وَغَدْرًا {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} أَيْ: أَكْثَرُ؛ يَقُولُ: فَتَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ لقومٍ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ قومٍ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانُوا يُحَالِفُونَ قَوْمًا فَيَجِدُونَ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَعَزَّ، فَيَنْقُضُوا حِلْفَ هَؤُلاءِ وَيُحَالِفُونَ الَّذِينَ هُمْ أَعَزُّ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ.
{إِنَّمَا يبلوكم الله بِهِ} أَي: يختبركم {وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ} يَوْمَ الْقِيَامَةِ {مَا كُنْتُم فِيهِ تختلفون} من الْكفْر وَالْإِيمَان.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (93) إِلَى الْآيَة (100).
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة} يَعْنِي: على مِلَّة الْإِسْلَام.
{وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: يَقُولُ: لَا تَصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ الْمُنَافِقُونَ، فَتُظْهِرُوا الإِيمَانَ وَتُسِرُّوا الشِّرْكَ {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتهَا} تَزِلَّ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ مَا كَانَت على الْإِيمَان
{وَلَا تشتروا بِعَهْد الله} يَعْنِي الْيَمِينَ

الصفحة 417