كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

محمدٍ
قَالَ الله: {قل} يَا مُحَمَّدُ: {نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ من رَبك بِالْحَقِّ} فَأَخْبِرْ أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا لم يفتر مِنْهُ شَيْئا.
{وَلَقَد نعلم أَنهم يَقُولُونَ} يَعْنِي: مُشْرِكِي الْعَرَبِ {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بشر} يَعْنُونَ: عَبْدًا لابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَكَانَ رُومِيًّا صَاحِبِ كِتَابٍ - فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ - اسْمُهُ: حبرٌ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ عَدَّاسُ غُلامُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ.
قَالَ اللَّهُ: {لِسَانُ الَّذِي يلحدون إِلَيْهِ} أَيْ: يَمِيلُونَ إِلَيْهِ {أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَان عَرَبِيّ مُبين} فأكذبهم.
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ الله لَا يهْدِيهم الله} هَؤُلاءِ الَّذِينَ لَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يهْدِيهم يلقونه بكفرهم.
سُورَة النَّحْل من الْآيَة (106) إِلَى الْآيَة (110).
{مِنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَان} أَيْ: راضٍ بِهِ؛ نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَأَصْحَابِهِ؛ أَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَوَقَفُوهُمْ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَخَافُوا مِنْهُمْ؛ فَأَعْطَوْهُمْ ذَلِكَ بأفواههم.

الصفحة 419