كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ. {وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} يَعْنِي: الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَة الْخَبيث} كَثْرَة الْحَرَام.
{يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا} قَالَ الْحَسَنُ:
سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا فَأَكْثَرُوا؛ حَتَّى غَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ غَضَبًا شَدِيدًا، فَقَالَ: سَلُونِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شيءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".
{قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ} فَبُيِّنَتْ لَهُمْ {ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرين} يَعْنِي: أَهْلَ الْكِتَابِ: [حَدَّثَنَا يحيى]، وَبَلَغَنِي أَنَّهَا فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ [فَبَيَّنْتُهُ لَهُمْ] فَأَصْبَحُوا بهَا [كَافِرين].
قَوْلُهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلَا حام} إِلَى

الصفحة 49