كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى} فَذِكْرُهُ النِّعْمَةَ الْأُولَى يَعْنِي: قَوْلَهُ: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحى} شَيْءٍ قُذِفَ فِي قَلْبِهَا أُلْهِمَتْهُ، وَلَيْسَ بِوَحْي نبوة
{أَن اقذفيه فِي التابوت} أَيْ: اجْعَلِيهِ {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} فِي الْبَحْرِ {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ} يَعْنِي: فِرْعَوْنَ {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مني} قَالَ قَتَادَةُ: أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْهُ، فَأَحَبُّوهُ حِينَ رَأَوْهُ {ولتصنع على عَيْني} أَي: ولتغذى بمرأى مني.
{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ} أَيْ: يَضُمُّهُ. قَالُوا: نَعَمْ. فَجَاءَتْ بِأُمِّهِ، فَقَبِلَ ثَدْيَهَا. {وَقَتَلْتَ نَفْسًا} يَعْنِي: الْقِبْطِيَّ الَّذِي كَانَ قَتَلَهُ خطأ {فنجيناك من الْغم} قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي: مِنَ الْخَوْفِ؛ فَلَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ الْقَوْمُ، وَغَفَرْنَا لَكَ ذَلِكَ الذَّنْبُ {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} أَيِ: ابْتَلَيْنَاكَ ابْتِلَاءً؛ الِابْتِلَاءُ وَالِاخْتِبَارُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ {فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أهل مَدين} أَقَامَ بِمَدْيَنَ عِشْرِينَ سَنَةً {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} أَيْ: عَلَى مَوْعِدٍ؛ فِي تَفْسِيرِ مُجَاهِد.
{واصطنعتك لنَفْسي} اخْتَرْتُك.
{وَلَا تنيا فِي ذكري} أَيْ: لَا تَضْعُفَا فِي الدُّعَاءِ إِلَيّ
{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} كفر
{فقولا لَهُ قولا لينًا} سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ: كَنِّيَاهُ {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يخْشَى} قَالَ السُّدِّيُّ: الْأَلِفُ هَا هُنَا

الصفحة 115