كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

صِلَةٌ يَقُولُ: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ وَيَخْشَى.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (لَعَلَّ) فِي اللُّغَةِ مَعْنَاهَا: التَّرَجِّي وَالطَّمَعُ، فَالْمَعْنَى: اذْهَبَا عَلَى رَجَائِكُمَا وَطَمَعِكُمَا؛ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لَا يتَذَكَّر وَلَا يخْشَى.
{قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يفرط علينا} أَي: يَجْعَل عَلَيْنَا عُقُوبَةً مِنْهُ {أَوْ أَنْ يطغى} فيقتلنا
{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أسمع وَأرى} يَقُولُ: لَيْسَ بِالَّذِي يَصِلُ إِلَى قتلكما.
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذبهُمْ} كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدَ الْقِبْطِ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْجِزْيَةِ فِينَا {قَدْ جئْنَاك بِآيَة من رَبك} الْعَصَا وَالْيَدُ {وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتبع الْهدى}.
قَالَ يحيى: كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا كَتَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ كَتَبَ: " السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ".
سُورَة طه من (آيَة 49 آيَة 54).

الصفحة 116