كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{لَا تخَاف دركا} أَنْ يُدْرِكَكَ فِرْعَوْنُ {وَلا تَخْشَى} الْغَرق أمامك
{فأتبعهم فِرْعَوْن بجُنُوده} قَالَ مُحَمَّدٌ: يَعْنِي: لَحِقَهُمْ {فَغَشِيَهُمْ من اليم مَا غشيهم} يَقُول: فَغَرقُوا.
{وواعدناكم} يَعْنِي: مُوَاعَدَتَهُ لِمُوسَى {جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمن} يَعْنِي: أَيْمَنَ الْجَبَلِ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنّ والسلوى} وَقد مضى تَفْسِيره.
{وَلَا تطغوا فِيهِ} أَيْ: لَا تَعْصُوا اللَّهَ فِي رَفْعِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى، وَكَانُوا أُمِرُوا أَلَا يَأْخُذُوا مِنْهُ لِغَدٍ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ هَذَا {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبي} أَي: (ل 209) فَيَجِبَ {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فقد هوى} فِي النَّار.
{وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ} مِنَ الشِّرْكِ {وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمَّ اهْتَدَى} مَضَى بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ حَتَّى يَمُوتَ.
{وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى} قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي: السَّبْعِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ؛ فَذَهَبُوا مَعَه لِلْمِيعَادِ
{قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي} أَيْ: يَنْتَظِرُونَنِي بِالَّذِي آتِيهِمْ بِهِ، وَلَيْسَ يَعْنِي أَنهم يتبعونه.
{قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ من بعْدك} أَي: ابتليناهم.
{فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أسفا} أَيْ: حَزِينًا شَدِيدَ الْحُزْنِ مَعَ غَضَبِهِ عَلَى مَا صَنَعَ قَوْمُهُ مِنْ بَعْدَهُ {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا} فِي الْآخِرَةِ عَلَى التَّمَسُّكِ بِدِينِهِ {أفطال عَلَيْكُم الْعَهْد} يَعْنِي: الْموعد
{قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} أَيْ: بِطَاقَتِنَا إِلَى قَوْلِهِ: {فَنَسِيَ}.
قَالَ يَحْيَى: كَانَ وَعْدُهُمْ مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَعَدُّوا عِشْرِينَ يَوْمًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَقَالُوا: هَذِهِ أَرْبَعُونَ، فَقَدْ أَخْلَفَنَا مُوسَى الْوَعْدَ، وَكَانُوا اسْتَعَارُوا مِنْ

الصفحة 122