كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قبل} أَيْ: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ مُوسَى حِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} يَعْنِي: الْعِجْلَ {وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}
{قَالُوا لن نَبْرَح} أَيْ: لَنْ نَزَالَ {عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} نَعْبُدُهُ {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}.
{قَالَ يَا ابْن أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ ترقب قولي} أَي: وَلم تنْتَظر مِيعَادِي، وَقَدِ اسْتَخْلَفْتُكَ فِيهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ قَرَأَ (يَا ابْنَ أُمَّ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَمَوْضِعُهَا جَرٌّ فَإِنَّمَا ذَلِكَ؛ لِأَنَّ (ابْنَ وأُمَّ) جُعِلَا شَيْئًا وَاحِدًا، وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْح مثل خَمْسَة عشر.
{قَالَ} ثُمَّ أَقْبَلَ مُوسَى عَلَى السَّامِرِيِّ؛ فَقَالَ لَهُ: {فَمَا خَطبك} أَيْ: مَا حُجَّتُكَ {يَا سَامِرِيُّ}
{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} يَعْنِي: بَنِي إِسْرَائِيَلَ، وَكَانَ الَّذِي رَأَى: فَرَسَ جِبْرِيلَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يَقُولُ أَهْلُ اللُّغَةِ: بَصُرَ الرَّجُلُ يَبْصُرُ؛ إِذَا صَارَ عَلِيمًا بِالشَّيْءِ،

الصفحة 124