كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

شَيْء إِلَّا بِعلم الله.
سُورَة طه من (آيَة 99 آيَة 104).
{كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قد سبق} أَيْ: مِنْ أَخْبَارِ مَا قَدْ مضى {وَقد آتيناك} أعطيناك {من لدنا} من عندنَا {ذكرا} يَعْنِي: الْقُرْآن
{من أعرض عَنهُ} عَنِ الْقُرْآنِ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} ثقلا؛ يَعْنِي: الْإِثْم
{خَالِدين فِيهِ} أَيْ: فِي ثَوَابِ ذَلِكَ الْوِزْرِ؛ وَهِي النَّار {وساء لَهُم} أَيْ: وَبِئْسَ لَهُمْ {يَوْمَ الْقِيَامَةِ حملا} يَعْنِي: مَا يَحْمِلُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ مِنَ الْوِزْرِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (حِمْلا) مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ؛ الْمَعْنَى: سَاءَ الْوِزْرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا، وَسُمِّيَ (الْوِزْرُ حِمْلًا)؛ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يحمل بِهِ ثقلا.
{يَوْم ينْفخ فِي الصُّور} وَالصُّورِ: قَرْنٌ يَنْفُخُ فِيهِ صَاحِبُ الصُّورِ؛ فَيَنْطَلِقُ كُلَّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ، تُجْعَلُ الْأَرْوَاحُ كُلُّهَا فِي الصُّورِ؛ فَإِذَا نُفِخَ فِيهِ خَرَجَتِ الْأَرْوَاحُ مِثْلَ النَّحْلِ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جسده {ونحشر الْمُجْرمين} الْمُشْرِكِينَ؛ هَذَا حَشْرٌ إِلَى النَّارِ {يَوْمئِذٍ زرقا} أَي: مسودة وُجُوههم
{يتخافتون بَينهم} أَي:

الصفحة 126