كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

أُصُولِهَا، تَصِيرُ الْجِبَالُ كَالْهَبَاءِ الْمَنْثُورِ.
{فيذرها} يَعْنِي: الأَرْض {قاعا صفصفا} الْقَاعُ: الَّذِي لَا أَثَرَ عَلَيْهِ، وَالصَّفْصَفُ: الْمُسْتَوِيَةُ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا نَبَات
{لَا ترى فِيهَا عوجا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعِوَجُ: الْوَادِي {وَلَا أمتا} قَالَ مُجَاهِد: يَعْنِي: ارتفاعا
{يَوْمئِذٍ يتبعُون الدَّاعِي} صَاحِبَ الصُّورِ؛ أَيْ: يُسْرِعُونَ إِلَيْهِ حِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ {لَا عوج لَهُ} أَيْ: لَا يَتَعَوَّجُونَ عَنْ إِجَابَتِهِ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ للرحمن} أَيْ: سَكَنَتْ {فَلا تَسْمَعُ إِلا همسا} قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي صَوْتَ الْأَقْدَامِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْهَمْسُ فِي اللُّغَةِ: الشَّيْء الْخَفي.
{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قولا} يَعْنِي: التَّوْحِيد.
{يعلم مَا بَين أَيْديهم} مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ {وَمَا خَلْفَهُمْ} من أَمر الدُّنْيَا؛ أَي: إِذْ صَارُوا فِي الْآخِرَةِ {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ علما} أَيْ: وَيَعْلَمُ مَا لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا؛ أَيْ: مَا لَا يعلمُونَ
{وعنت الْوُجُوه للحي القيوم} أَيْ: ذَلَّتْ، وَالْقَيُّومُ: الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: عَنَا يَعْنُو؛ إِذَا خَضَعَ. {وَقَدْ خَابَ من حمل ظلما} أَي: شركا.

الصفحة 128