كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)
{وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَن يقْضى إِلَيْك وحيه} أَيْ: لَا تَتْلُهُ؛ حَتَّى نُتِمَّهُ لَكَ؛ كَانَ النَّبِيُّ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يَقْرَؤُهُ وَيُدْئِبُ فِيهِ نَفسه؛ مَخَافَة أَن ينسى
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قبل} يَعْنِي: مَا أُمِرَ بِهِ: أَلَا يَأْكُل من الشَّجَرَة {فنسي} يَعْنِي: فَتَرَكَ مَا أُمِرَ بِهِ. {وَلم نجد لَهُ عزما} أَي: صبرا.
{فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} فِي الدُّنْيَا، يَعْنِي: الْكَدَّ فِيهَا
{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا} يَعْنِي: فِي الْجَنَّةِ {وَلا تَعْرَى} كَانَا كسيا الظفر
{وَأَنَّك لَا تظمأ فِيهَا} أَيْ: لَا تَعْطَشُ {وَلا تَضْحَى} أَيْ: لَا تُصِيبُكَ شَمْسٌ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: ضَحِيَ الرَّجُلُ يَضْحَى؛ إِذَا بَرَزَ إِلَى الضُّحَى، وَهُوَ حر الشَّمْس.
{وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجنَّة} (ل 211) يَعْنِي: جَعَلَا يُرَقِّعَانِهِ كَهَيْئَةِ الثَّوْبِ. {وَعصى آدم ربه فغوى} وَلم يبلغ بمعصيته الْكفْر
{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ} من ذَلِك الذَّنب {وَهدى} أَي: مَاتَ على الْهدى.
{فَمن اتبع هُدَايَ} يَعْنِي: رُسُلِي وَكُتُبِي {فَلا يَضِلُّ} (فِي الدُّنْيَا) {وَلَا يشقى} فِي الْآخِرَة
{وَمن أعرض عَن ذكري} فَلَمْ يُؤْمِنْ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضنكا}.
يَحْيَى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَعِيشَةً ضنكا} " يَعْنِي: عَذَابَ
الصفحة 130