كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

بِهِ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام {وَأجل مُسَمّى} فِيهَا تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ: وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ وَأَجَلٌ مُسَمَّى لَكَانَ لزاما.
{فاصبر على مَا يَقُولُونَ} أَنَّك سَاحر، وَأَنت شَاعِرٌ، وَأَنَّكَ مَجْنُونٌ، وَأَنَّكَ كَاهِنٌ، وَأَنَّكَ كَاذِبٌ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قبل طُلُوع الشَّمْس} قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي: صَلَاةَ الصُّبْحِ {وَقبل غُرُوبهَا} الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} يَعْنِي: سَاعَات اللَّيْل {فسبح} يَعْنِي: الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. [قَالَ مُحَمَّدٌ:] وَاحِدُ الْآنَاءِ إِنَى {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي: التَّطَوُّعَ {لَعَلَّكَ ترْضى} أَيْ: لِكَيْ تَرْضَى فِي الْآخِرَةِ ثَوَاب عَمَلك.
{وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا} أَصْنَافًا مِنْهُمْ؛ يَعْنِي: الْأَغْنِيَاءَ. {زَهْرَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا} يَعْنِي: زِينَة {لنفتنهم فِيهِ} أَيْ: نَخْتَبِرُهُمْ؛ أَمْرُهُ أَنْ يَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (زَهْرَةَ) مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى: جَعَلْنَا لَهُمُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا زهرَة. {ورزق رَبك} فِي الْجنَّة {خير} من الدُّنْيَا {وَأبقى} يَقُول: لَا نفاد لَهُ
{وَأمر أهلك بِالصَّلَاةِ} أَهْلُهُ: أُمَّتُهُ {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} أَنْ تَرْزُقَ نَفْسَكَ {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} أَيْ: لِأَهْلِ التَّقْوَى، وَالْعَاقِبَةُ: الْجَنَّةُ.
سُورَة طه من (آيَة 133 آيَة 135).

الصفحة 137