كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{إِن هَذَا الْقُرْآن يهدي} أَيْ: يَدْعُو {لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أَي: أصوب.
{وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} يَقُولُ: يَدْعُو بِالشَّرِّ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى وَلَدِهِ وَمَالِهِ؛ كَمَا يَدْعُو بِالْخَيْرِ؛ وَلَوِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ لأهلكه.
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَة اللَّيْل} يُقَالُ: مُحِيَ مِنْ ضَوْءِ الْقَمَرِ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ جُزْءًا وَبَقِيَ جُزْءٌ وَاحِدٌ {وَجَعَلْنَا آيَة النَّهَار مبصرة} أَيْ: مُنِيرَةٌ {لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكُم} يَعْنِي: بِالنَّهَارِ {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والحساب} بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: فَصَلْنَا اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ، وَفَصَلْنَا النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ، وَالشَّمْسَ مِنَ الْقَمَرِ، وَالْقَمَرَ مِنَ الشَّمْسِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (كُلَّ) مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى: وَفَصَلْنَا كُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ.
سُورَة الْإِسْرَاء من (آيَة 13 آيَة 17).

الصفحة 14