كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ من رَبك ترجوها} يَعْنِي: انْتِظَارَ رِزْقِ اللَّهِ {فَقُلْ لَهُم قولا ميسورا} يَعْنِي: أَنْ يَقُولَ لِلسَّائِلِ: يَرْزُقُنَا الله وَإِيَّاك
{وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقك} قَالَ الْحَسَنُ: يَقُولُ: لَا تَكُنْ [بَخِيلًا مَنُوعًا] فَيَكُونُ مِثْلُكَ مِثْلَ الَّذِي غُلَّتْ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ (ل 184) {وَلَا تبسطها كل الْبسط} فَتُنْفِقَ فِي غَيْرِ بِرٍّ {فَتَقْعُدَ ملوما} فِي عِبَادِ اللَّهِ لَا تَسْتَطِيعُ أَن [تسع] النَّاس {محسورا} أَيْ: قَدْ ذَهَبَ مَا فِي يَدِكَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَحْسُورُ وَالْحَسِيرُ الَّذِي قَدْ بَالَغَ فِي التَّعَبِ وَالْإِعْيَاءِ؛ الْمَعْنَى: تَحْسُرُكَ الْعَطِيَّةُ وَتَقْطَعُكْ.
{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيقدر} أَي: يضيق
{وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم} يَعْنِي: الموءودة {خشيَة إملاق} يَعْنِي: الْفَاقَةَ {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خطأ} ذَنبا {كَبِيرا}.
{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا} يَعْنِي: الْقَوَدَ، إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ الْوَلِيُّ أَوْ يَرْضَى بِالدِّيَةِ إِنْ أُعْطِيَهَا {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} أَيْ: لَا يَقْتُلُ غَيْرَ قَاتِلِهِ {إِنَّه كَانَ منصورا} أَيْ: يَنْصُرُهُ السُّلْطَانُ حَتَّى يُقَيِّدَهُ مِنْهُ
(وَلا تَقْرَبُوا
الصفحة 20
417