كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَإِذا قَرَأت الْقُرْآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة حِجَابا مَسْتُورا} قَالَ مُحَمَّد: قِيلَ: إِن تَأْوِيل الْحِجَابِ: مَنْعَ اللَّهِ إِيَّاهُمْ مِنَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، و (مَسْتُورا) فِي معنى (سَاتِر).
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يفقهوه وَفِي آذانهم وقرا} الْوَقْرُ: ثَقَلُ السَّمْعِ {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبك فِي الْقُرْآن وَحده} أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ {ولوا على أدبارهم نفورا} أَي: أَعرضُوا عَنهُ.
{وَإِذ هم نجوى} أَيْ: يَتَنَاجَوْنَ فِي أَمْرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رجلا مسحورا} أَيْ: يَقُولُ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَتُقْرَأُ: (يَتَّبِعُونَ) بِالْيَاءِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَمعنى (مسحورا) فِي قَول بَعضهم: مخدوعا.
{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فضلوا} بقَوْلهمْ {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا} قَالَ مُجَاهِد: يَعْنِي: مخرجا
{وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} أَي: تُرَابا {أئنا لمبعوثون خلقا جَدِيدا} عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: لَا نُبْعَثُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَصْلُ (الرُّفَاتِ): مَا ترفت؛ أَي: تفتت.
سُورَة الْإِسْرَاء من (آيَة 50 آيَة 55).

الصفحة 24