كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} لَمَّا قَالُوا: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا ورفاتا} الْآيَةُ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صدوركم} يَعْنِي: الْمَوْتَ؛ يَقُولُ: إِذًا لَأَمَتُّكُمْ، ثُمَّ بَعَثْتُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {فَسَيَقُولُونَ من يعيدنا} خَلْقًا جَدِيدًا {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ} خَلَقَكُمْ {أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسهم} أَيْ: يُحَرِّكُونَهَا تَكْذِيبًا وَاسْتِهْزَاءً {وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ} يَعْنُونَ: الْبَعْثَ {قُلْ عَسَى أَنْ يكون قَرِيبا} و (عَسى) من الله وَاجِبَة، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.
{يَوْم يدعوكم} من قبوركم {فتستجيبون بِحَمْدِهِ} قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي: بِمَعْرِفَتِهِ وَطَاعَتِهِ، وَالِاسْتِجَابَةُ: خُرُوْجُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الدَّاعِي صَاحب الصُّور {وتظنون} فِي الْآخِرَة {إِن لبثتم} فِي الدُّنْيَا {إِلَّا قَلِيلا} تصاغرت الدُّنْيَا عِنْدهم.
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أحسن} هُوَ أَنْ يَأْمُرُوهُمْ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ، وَيَنْهَوْهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَينهم} أَيْ: يُفْسِدُ {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ للْإنْسَان عدوا مُبينًا} بَين الْعَدَاوَة.

الصفحة 25