كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{ربكُم أعلم بكم} يَعْنِي: بِأَعْمَالِكُمْ؛ خَاطَبَ بَهَذَا الْمُشْرِكِينَ {إِن يَشَأْ يَرْحَمكُمْ} أَيْ: يَتُبْ عَلَيْكُمْ، فَيَمُنُّ عَلَيْكُمْ بِالْإِسْلَامِ {أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} فَبِإِقَامَتِكُمْ عَلَى الشِّرْكِ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِم وَكيلا} أَيْ: حَفِيظًا لِأَعْمَالِهِمْ حَتَّى يُجَازِيَهُمْ بهَا.
{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بعض} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: قَالَ: كَلَّمَ بَعْضُهُمْ، وَاتَّخَذَ بَعْضُهُمْ خَلِيلًا، وَأَعْطَى بَعْضُهُمْ إِحْيَاءَ الْمَوْتَى {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} اسْمُ الْكِتَابِ الَّذِي أَعْطَاهُ: الزَّبُورُ. قَالَ قَتَادَةُ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ دُعَاءٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ دَاوُدَ وَتَحْمِيدٌ وَتَمْجِيدٌ، لَيْسَ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ، وَلَا فَرَائِضُ وَلَا حُدُودٌ.
سُورَة الْإِسْرَاء من (آيَة 56 - آيَة 60).
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دونه} يَعْنِي: الْأَوْثَانَ {فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضّر عَنْكُم وَلَا تحويلا} أَنْ يُحَوِّلَ ذَلِكَ الضُّرَّ إِلَى غَيره أَهْون مِنْهُ.

الصفحة 26