كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

مِنْهُم {يرجعُونَ} من الشّرك إِلَى الْإِيمَان.
{وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب} التَّوْرَاة {فَلَا تكن} يَا مُحَمَّدُ {فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِه} تَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ: فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ {وجعلناه هدى} يَعْنِي: مُوسَى {هدى لبني إِسْرَائِيل}.
{وَجَعَلنَا مِنْهُم أَئِمَّة} يَعْنِي: أَنْبيَاء {يهْدُونَ} أَيْ: يَدْعُونَ {بِأَمْرِنَا}.
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ} الْآيَةُ، يَفْصِلُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُشْرِكِينَ {فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ} مِنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ؛ فَيُدْخِلُ الْمُؤْمِنِينَ الْجنَّة، وَيدخل الْمُشْركين النَّار.
سُورَة السَّجْدَة من (آيَة 26 آيَة 30).
{أَو لم يهد لَهُم} يَعْنِي: يُبَيِّنْ لَهُمْ {كَمْ أَهْلَكْنَا من قبلهم من الْقُرُون} يَعْنِي: مَا قُصَّ مِمَّا أُهْلِكَ بِهِ الْأُمَم السالفة؛ حِين كذبُوا رسلهم {يَمْشُونَ فِي مساكنهم} أَيْ: يَمُرُّونَ؛ مِنْهَا مَا يُرَى، وَمِنْه مَا لَا يُرَى؛ كَقَوْلِهِ: {مِنْهَا قَائِم} ترَاهُ {وحصيد} لَا ترَاهُ {أَفلا يسمعُونَ} يَعْنِي: الْمُشْركين
{إِلَى الأَرْض الجرز} يَعْنِي: الْيَابِسَةَ؛ أَيْ: فَالَّذِي أَحْيَا هَذِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ.

الصفحة 384