كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَإِذا لَا تمتعون} فِي الدُّنْيَا {إِلَّا قَلِيلا} يَعْنِي: إِلَى آجالكم
{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ} (ل 270) أَيْ: يَمْنَعُكُمْ {مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بكم سوءا} يَعْنِي: الْقَتْلَ وَالْهَزِيمَةَ؛ فِي تَفْسِيرِ السُّدِّيِّ {أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً} قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي: النَّصْرَ وَالْفَتْحَ.
سُورَة الْأَحْزَاب من (آيَة 18 آيَة 20).
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ والقائلين لإخوانهم هَلُمَّ إِلَيْنَا} يَأْمُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْفِرَارِ، وَهُوَ التعويق {وَلَا يأْتونَ الْبَأْس} يَعْنِي: الْقِتَال {إِلَّا قَلِيلا} أَيْ: بِغَيْرِ حِسْبَةٍ، وَإِنَّمَا قَلَّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَعْنَى: إِلَّا إِتْيَانًا قَلِيلًا؛ وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ يحيى.
{أشحة عَلَيْكُم} يَقُولُ: لَا يَتْرُكُونَ لَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْئًا {فَإِذَا جَاءَ الْخَوْف} يَعْنِي: الْقِتَالَ {رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ من الْمَوْت} خَوْفًا مِنَ الْقِتَالِ {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْف سلقوكم} أَيْ: صَاحُوا عَلَيْكُمْ {بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} قَالَ مُحَمَّدٌ: قِيلَ: الْمَعْنَى: خَاطَبُوكُمْ أَشَدَّ مُخَاطَبَةٍ

الصفحة 393