كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} حِينَ بَايَعُوهُ عَلَى أَلَّا يَفِرُّوا وَصَدَقُوا فِي لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ؛ وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ. {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نحبه} يَعْنِي: أَجَلَهُ؛ فِي تَفْسِيرِ بَعْضِهِمْ {وَمِنْهُم من ينْتَظر} أَجله {وَمَا بدلُوا تبديلا} كَمَا بَدَّلَ الْمُنَافِقُونَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَصْلُ النَّحْبِ: النَّذْرِ؛ كَأَنَّ قَوْمًا نذورا إِنْ لَقُوا الْعَدُوَ أَنْ يُقَاتِلُوا؛ حَتَّى يُقْتَلُوا أَوْ يَفْتَحِ اللَّهُ، فَقُتِلُوا فَقِيلَ: فُلَانٌ قَضَى نَحْبَهُ؛ إِذا قتل.
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقين إِن شَاءَ} أَيْ: يَمُوتُوا عَلَى نِفَاقِهِمْ فَيُعَذِّبَهُمْ {أَو يَتُوب عَلَيْهِم} فيرجعوا من نفاقهم.
سُورَة الْأَحْزَاب من (آيَة 25 آيَة 27).
{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لم ينالوا خيرا} يَعْنِي: لَمْ يُصِيبُوا ظَفَرًا وَلَا غَنِيمَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ خَيْرًا لَوْ نَالُوهُ {وَكَفَى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال} بِالرِّيحِ وَالْجُنُودِ الَّتِي أَرَسَلَ عَلَيْهِمْ
{وَأنزل الَّذين ظاهروهم} يَعْنِي: عَاوَنُوهُمْ {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} يَعْنِي: قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} يَعْنِي: حُصُونَهُمْ.

الصفحة 395