كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَلَقَد صرفنَا للنَّاس} أَيْ: ضَرَبْنَا لَهُمْ {فِي هَذَا الْقُرْآن من كل مثل}.
{حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ ينبوعا} أَي: عينا ببلدنا هَذَا
{أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا} خلال تِلْكَ الْجنَّة
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ علينا كسفا} قِطَعًا؛ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ {أَوْ تَأتي بِاللَّه وَالْمَلَائِكَة قبيلا} أَيْ: عِيَانًا؛ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ.
قَالَ مُحَمَّد: (قبيلا) مَأْخُوذ من الْمُقَابلَة.
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زخرف} أَيْ: مِنْ ذَهَبٍ {أَوْ تَرْقَى} تَصْعَدُ {فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لرقيك} لِصُعُودِكَ أَيْضًا؛ فَإِنَّ السَّحَرَةَ قَدْ تَفْعَلُ ذَلِكَ، فَتَأْخُذُ بِأَعْيُنِ النَّاسِ حَتَّى تُبَدِّلَ {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كتابا نقرؤه} إِلَى كُلَّ إِنْسَانِ بِعَيْنِهِ، مِنَ الله إِلَى فلَان ابْن فلَان وَفُلَان ابْن فلَان وَفُلَان ابْن فُلانٍ أَنْ آمِنُوا بِمُحَمَّدٍ؛ فَإِنَّهُ رَسُولِي. {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كنت إِلَّا بشرا رَسُولا} أَيْ: هَلْ كَانَتِ الرُّسُلُ تَأْتِي فِيمَا مَضَى بِكِتَابٍ مِنَ اللَّهِ إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بِعَيْنِهِ؟! أَنْتُمْ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يفعل بكم هَذَا.
{وَمَا منع النَّاس} يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ {أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أبْعث الله بشرا رَسُولا} (ل 190) عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا، فَلَوْ كَانَ من الْمَلَائِكَة لآمَنَّا بِهِ.
{قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلَائِكَة يَمْشُونَ مُطْمَئِنين} أَيْ: قَدِ اطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ فَهِي مَسْكَنُهُمْ {لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاء ملكا رَسُولا} وَلَكِنْ فِيهَا بِشْرٌ؛

الصفحة 40