كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)
فَأَرْسَلنَا إِلَيْهِم بشرا مثلهم.
سُورَة الْإِسْرَاء من (آيَة 96 آيَة 98).
{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنكُم} قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَعْنَى: كَفَى اللَّهُ شَهِيدًا، وَالنَّصْبُ يَجُوزُ فِي قَوْلِهِ: (شَهِيدا) عَلَى نَوْعَيْنِ: إِنْ شِئْتَ عَلَى التَّمْيِيزِ؛ كَفَى اللَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ شِئْتَ عَلَى الْحَالِ؛ كَفَى الله فِي حَال الشَّهَادَة. {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا} مَوْضِعُ (أَنْ) نَصْبٌ وَقَوْلُهُ: {إِلا أَن قَالُوا} مَوْضِعُ (أَنْ) رَفْعٌ، الْمَعْنَى: مَا مَنَعَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا قَوْلُهُمْ.
{وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء من دونه} أَيْ: يَمْنَعُونَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. {ونحشرهم يَوْم الْقِيَامَة} قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي: نَسُوقَهُمْ بَعْدَ الْحِسَابِ إِلَى النَّارِ {عَلَى وُجُوهِهِمْ عميا وبكما وصما} أما (عميا) فَعَمُوا فِي النَّارِ حِينَ دَخَلُوهَا فَلَمْ يُبْصِرُوا فِيهَا شَيْئًا وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضِيءُ لَهَبُهَا، و (بكما): خُرْسًا؛ انْقَطَعَ كَلَامُهُمْ حِينَ قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون} و (صمًّا): أَذْهَبَ الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ بِسَمْعِهِمْ؛ فَلَا يسمعُونَ مِنْهُ شَيْئًا، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى:
الصفحة 41
417