كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَات} يَدَهُ، وَعَصَاهُ، وَالطُّوفَانَ، وَالْجَرَادَ، وَالْقُمَّلَ، وَالضَّفَادِعَ، وَالدَّمَ {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ}. {فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ} يَقُول ذَلِك للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام {فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مسحورا} قَالَ مُحَمَّد يَعْنِي: مخدوعا؛ فِي تَفْسِير بَعضهم.
{قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ} يَعْنِي: الْآيَاتِ؛ يَقُولُ هَذَا لِفِرْعَونَ {إِلَّا رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض بصائر} يَعْنِي: حُجَجًا. مَقْرَأُ الْعَامَّةِ: {لَقَدْ علمت} بِفَتْحِ التَّاءِ؛ يَعْنِي: فِرْعَوْنَ؛ كَقَوْلِهِ: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وعلوا وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} أَي: مهْلكا.
{فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ} يَعْنِي: أَرْضَ مِصْرَ؛ أَيْ: يُخْرِجَهُمْ مِنْهَا بِالْقَتْلِ
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بكم لفيفا} يَعْنِي: بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، (لفيفا) جَمِيعًا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: اللَّفِيفُ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ: الْجَمَاعَاتُ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى.

الصفحة 43