كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَب من هَذَا رشدا} قَالَ مُحَمَّدٌ: قِيلَ: الْمَعْنَى: عَسَى رَبِّي أَنْ يُعْطِيَنِي مِنَ الْآيَاتِ وَالدَّلَالَاتِ عَلَى النُّبُوَّةِ مَا يَكُونُ أَقْرَبُ فِي الرُّشْدِ، وَأَدَلُّ مِنْ قصَّة أَصْحَاب الْكَهْف.
{وَلَبِثُوا فِي كهفهم ثَلَاثمِائَة} ثمَّ أخبر مَا تِلْكَ الثلاثمائة، فَقَالَ: {سِنِين}.
قَالَ مُحَمَّد: (سِنِين) عطف على ثَلَاثمِائَة؛ وَهَذَا الْعَطْفُ يُسَمِّيهِ النَّحَوِيُّونَ: عَطْفُ الْبَيَانِ وَالتَّوْكِيدُ.
قَوْلُهُ: {وَازْدَادُوا تِسْعًا} أَيْ: تِسْعَ سِنِينَ. تَفْسِيرُ قَتَادَةَ: قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهْلُ الْكِتَابِ، رَجْعٌ إِلَى أَوَّلِ الْكَلَامِ {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَة وثامنهم كلبهم} وَيَقُولُونَ: {لَبِثُوا فِي كهفهم ثَلَاثمِائَة سِنِين، وازدادوا تسعا}.
قَالَ قَتَادَةُ: فَرَدَّ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ فَقَالَ: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غيب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} أَي: يعلم غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ {أَبْصِرْ بِهِ وأسمع} يَقُولُ: مَا أَبْصَرَهُ وَمَا أَسْمَعَهُ!
قَوْلِهِ: {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ من ولي} يَمْنَعُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ {وَلا يُشْرك فِي حكمه أحدا} أَيْ: وَلَا يُشْرِكُ اللَّهُ فِي حكمه أحدا.
سُورَة الْكَهْف من (آيَة 27 آيَة 31).

الصفحة 56