كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

مِنْ حَدِيثِ يحيى بْنِ مُحَمَّدٍ. {بل زعمتم} يَقُول للْمُشْرِكين {أَن لن نجْعَل لكم موعدا} يَعْنِي: أَن لن تبعثوا.
{وَوضع الْكتاب} يَعْنِي: مَا كَانَتْ تَكْتِبُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ فِي الدُّنْيَا {فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} يَعْنِي: الْمُشْركين {مشفقين} أَيْ: خَائِفِينَ {مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضرا} فِي كُتُبِهِمْ {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنّ} قَالَ الْحَسَنُ: وَهُوَ أَوَّلُ الْجِنِّ؛ كَمَا أَنَّ آدَمَ مِنَ الْإِنْسِ؛ وَهُوَ أَوَّلُ الْإِنْسِ , وَتَفْسِيرُ قَتَادَةَ: كَانَ من الْجِنّ قبيل من الْمَلائِكَةِ؛ يُقَالُ لَهُمُ: الْجِنُّ، وَكَانَ عَلَى خَزَانَةِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا {فَفَسَقَ عَن أَمر ربه} أَيْ: عَصَى أَمْرَهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْفُسُوقُ أَصْلُهُ: الْخُرُوجُ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ؛ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ قشرها. {أفتتخذونه وَذريته} يَعْنِي: الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ دَعَوْهُمْ إِلَى الشّرك {أَوْلِيَاء من دوني}. {بئس للظالمين بَدَلا} أَيْ: بِئْسَ مَا اسْتَبْدَلُوا بِعِبَادَةِ رَبهم طَاعَة إِبْلِيس

الصفحة 68