كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

سُورَة الْكَهْف من (آيَة 51 آيَة 56).
{مَا أشهدتهم خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَلَا خلق أنفسهم} وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ؛ أَيْ: مَا أَشْهَدْتُهُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ {وَمَا كنت متخذ المضلين عضدا} أَي: أعوانا
{وَجَعَلنَا بَينهم} يَعْنِي: وَصْلَهُمُ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا {موبقا} أَيْ: مَهْلَكًا؛ فِي تَفْسِيرِ بَعْضِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: وَبِقَ الرَّجُلُ يَوْبَقُ وَبَقًا، وَأَوْبَقَهُ اللَّهُ؛ أَيْ: أهلكه.
{وَرَأى المجرمون} الْمُشْركُونَ {النَّار فظنوا} أَيْ: عَلِمُوا {أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجدوا عَنْهَا مصرفا} أَي: معدلا إِلَى غَيرهَا.
{وَلَقَد صرفنَا} أَيْ: ضَرَبْنَا {فِي هَذَا الْقُرْآنِ للنَّاس من كل مثل}.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَعْنَى: وَلَقَدْ بَيَّنَّا لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثْلٍ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. {وَكَانَ الْإِنْسَان} يَعْنِي: الْكَافِرَ {أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}.

الصفحة 69