كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

{بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا من دونه موئلا} قَالَ الْحَسَنُ: مَلْجَأٌ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: وَأَلَ فُلَانٌ إِلَى كَذَا؛ إِذَا لَجَأَ، وَيُقَالُ: لَا وَأَلَتْ نَفْسُكَ؛ أَيْ: لَا نَجَتْ، وَفُلَانٌ مُوَائِلٌ؛ أَيْ: (مُبَادِرٌ) لِيَنْجُوَ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
([لَا وَاءَلَتْ نَفْسُكَ خَلَّيْتَهَا ... لِلْعَامِرِيِّينَ وَلَمْ تُكْلَمِ])

(ل 197)
قَوْلِهِ: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظلمُوا} أَيْ: أَشْرَكُوا وَجَحَدُوا رُسُلَهُمْ {وَجَعَلْنَا لمهلكهم} أَي: لعذابهم {موعدا} أَجَلًا وَوَقْتًا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ قَرَأَ: (لِمُهْلَكِهِمْ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ فَهُوَ مَصْدَرُ أَهْلَكَهُ إِهْلاكًا وَمَهْلِكًا. وَمِنْ قَرَأَ: (لِمَهْلَكِهِمْ) بِنَصْبِ الْمِيمِ وَاللَّامِ؛ أَرَادَ هَلَكُوا مَهْلِكًا.
{وَإِذ قَالَ مُوسَى لفتاه} وَهُوَ يُوْشَعُ بْنُ نُونٍ {لَا أَبْرَح} أَيْ: لَا أَزُولُ {حَتَّى أَبْلُغَ مجمع الْبَحْرين} يَعْنِي: حَيْثُ الْتَقَيَا. قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي: بَحْرَ فَارِسَ وَالرُّومِ {أَوْ أمضي حقبا} الْحِقْبُ: سَبْعُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: ثَمَانُونَ.

الصفحة 71