كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لدني عذرا} أَيْ: قَدْ أُعْذِرْتَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنك
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن ينْقض} أَيْ: يَسْقُطَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْجِدَارُ (ل 198) يَكُونُ هَذَا عَلَى التَّشْبِيهِ، وَمِثْلُ هَذَا مُسْتَفِيضٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَأَشْعَارِهَا؛ قَالَ الرَّاعِي:
(فِي مَهْمَةٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَاتُهَا ... قَلَقَ الْفُئُوسِ إِذَا أَرَدْنَ نُصُولًا)
قَوْلُهُ: {قَالَ لَو شِئْت} مُوسَى قَالَهُ {لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} أَي: مَا يكفينا الْيَوْم
{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَعْنَى: هَذَا فِرَاقُ اتصالنا.
{أما السفنية فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} أَيْ: أَمَامَهُمْ {مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سفينة غصبا} وَهِيَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ
الصفحة 75
417