كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

عَليّ هَين} أُعْطِيكَ هَذَا الْوَلَدَ؛ وَهُوَ كَلَامٌ مَوْصُولٌ أَخْبَرَ بِهِ الْمَلَكُ عَنِ الله
{قَالَ} {زَكَرِيَّا} (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} عَلَامَةً {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاس ثَلَاث لَيَال سويا} يَعْنِي: صَحِيحًا لَا يَمْنَعُكَ الْكَلَامَ مَرَضٌ. قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّمَا عُوْقِبَ؛ لِأَنَّهُ سَأَلَ الْآيَة بعد مَا (شَافَهَتْهُ الْمَلَائِكَةُ) وَبَشَّرَتْهُ بِيَحْيَى، فَأُخِذَ عَلَيْهِ لِسَانُهُ، فَجَعَلَ لَا يُبِينُ الْكَلَام
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} يَعْنِي: الْمَسْجِد {فَأوحى إِلَيْهِم} أَشَارَ إِلَيْهِمْ {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وعشيا} أَيْ: صَلُّوا لِلَّهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ.
سُورَة مَرْيَم من (آيَة 12 آيَة 15).
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} أَيْ: بِجِدٍ وَمُوَاظَبَةٍ {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبيا} يَعْنِي: الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ.
قَالَ يَحْيَى: بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ فِي صِغَرِهِ يَقُولُ لَهُ الصِّبْيَانُ: يَا يَحْيَى تعال نَلْعَبُ. فَيَقُولُ: لَيْسَ لِلَّعِبِ خُلِقْنَا!
{وَحَنَانًا من لدنا} أَيْ: أَعْطَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْحَنَانُ أَصْلُهُ: الْعَطْفُ وَالرَّحْمَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
(فَقَالَتْ حَنَانٌ مَا أَتَى بِكَ هَا هُنَا ... أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحي عَارِف؟)

الصفحة 89