كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 3)

كَيفَ نُكَلِّم {من كَانَ} أَي: من هُوَ {من المهد صَبيا} وَالْمَهْدُ: الْحِجْرُ؛ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ.
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت} يَقُول: جعلني معلما مؤدبا
{وَلم يَجْعَلنِي جبارا} أَيْ: مُسْتَكْبِرًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ
{وَالسَّلَام عَليّ يَوْم ولدت} الْآيَةُ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ حَتَّى بَلَغَ مَبْلَغَ الْغِلْمَانَ
{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحق} قَالَ الْحَسَنُ: الْحَقُّ: هُوَ اللَّهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ قَرَأَ (قَوْلُ) بِالرَّفْعِ؛ فَالْمَعْنَى: هُوَ قَوْلُ الْحَقِّ. {الَّذِي فِيهِ يمترون} قَالَ قَتَادَةُ: امْتَرَتْ فِيهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؛ أَمَّا الْيَهُودُ؛ فَزَعَمُوا أَنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، وَأَمَّا النَّصَارَى فَزَعَمُوا أَنَّهُ ابْنُ اللَّهِ وَثَالِثُ ثَلَاثَةٍ [وإله]
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ من ولد سُبْحَانَهُ} (ل 203) يُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَمَّا يَقُولُونَ {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كن فَيكون} [يَعْنِي: عِيسَى] كَانَ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: قَوْلُهُ: {أَنْ يَتَّخِذَ من ولد} الْمَعْنَى: أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا وَمِنْ مُؤَكدَة.
{وَإِن الله رَبِّي وربكم} الآيَةَ، هَذَا قَوْلُ عِيسَى لَهُمْ
{فَاخْتلف الْأَحْزَاب من بَينهم} يَعْنِي: النَّصَارَى؛ فَتَجَادَلُوا فِي عِيسَى؛ فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هُوَ ابْنُ اللَّهِ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيح ابْن مَرْيَمَ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: اللَّهُ إِلَهٌ، وَعِيسَى إِلَهٌ، وَمَرْيَمُ إِلَهٌ.

الصفحة 95