كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

سُورَة الزمر وَهِي مَكِّيَّة كلهَا

بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 1 إِلَى آيَة 3.
قَوْله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيز الْحَكِيم} يَعْنِي: الْقُرْآن أنزلهُ مَعَ جِبْرِيل عَلَى محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ محمدٌ: يجوزُ الرّفْع فِي {تَنْزِيل} على معنى: هَذَا تَنْزِيل.
{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} أَي: لَا تشرك بِهِ شَيْئا
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} يَعْنِي: الْإِسْلَام {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دونه أَوْلِيَاء} أَي: يتخذونهم آلِهَة يَعْبُدُونَهُمْ من دون اللَّه {مَا نَعْبُدُهُمْ} أَي: قَالُوا مَا نعبدهم , فِيهَا إِضْمَار {إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زلفى} قربى؛ زَعَمُوا أَنهم يَتَقَرَّبُون إِلَى اللَّه بِعبَادة الْأَوْثَان لكَي يصلح لَهُم مَعَايشهمْ فِي الدُّنْيَا , وَلَيْسَ يقرونَ بِالآخِرَة.
قَالَ مُجَاهِد: قُرَيْش يَقُولُونَهُ للأوثان , وَمن قبلهم يَقُولُونَهُ للْمَلَائكَة ولعيسى ابْن مَرْيَم ولعُزَير.
{إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} يحكم بَين الْمُؤمنِينَ

الصفحة 102