كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
من أضلاعه القُصيري من جنبه الْأَيْسَر {وَأنزل لكم} أَي: وَخلق لكم {مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَة أَزوَاج} أَصْنَاف الْوَاحِد مِنْهَا زوجٌ , هِيَ الْأزْوَاج الثَّمَانِية الَّتِي ذكر فِي سُورَة الْأَنْعَام {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خلقا من بعد خلق} يَعْنِي: نُطْفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مُضْغَة ثمَّ عظامًا ثمَّ يُكسي الْعِظَام اللَّحْم ثمَّ الشّعْر ثمَّ ينْفخ فِيهِ الرّوح {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاث} يَعْنِي: الْبَطن والمشيمة وَالرحم {فَأَنَّى تصرفون} أيْ: أَيْنَ يُذْهَبُ بكُمْ فتعبدون غَيره وَأَنْتُم تعلمُونَ أَنَّهُ خَلقكُم وَخلق هَذِه الْأَشْيَاء؟!
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُم} أَي: عَن عبادتكم {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكفْر وَإِن تشكروا} تؤمنوا {يَرْضَهُ لَكُمْ}.
{وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزر أُخْرَى} يَعْنِي: لَا يحمل أحدٌ ذَنْبِ أحدٍ {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} يَعْنِي: بِمَا فِي الصُّدُور.
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 8 إِلَى آيَة 10.
{وَإِذا مس الْإِنْسَان ضرّ} يَعْنِي: مَرضا {دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ} أَي: دَعَاهُ بالإخلاص أَن يكْشف عَنْهُ {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ} أَي: عافاه من ذَلكَ الْمَرَض {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ من قبل} هُوَ كَقَوْلِه: (مَرَّ كَأَنْ لَمْ يدعنا إِلَى
الصفحة 104