كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

ضرّ مَسّه}.
قَالَ محمدٌ: كل شيءٍ أُعطيته فقد خُوِّلْتَه وَمن هَذَا قَول زُهَيْر:

(هُنَالك إِن يستخولوا المَال يُخولوا ... وَإِن يسْأَلُوا يُعْطوا وَإِن يَيْسِرُوا يُغْلوا)

وَيُقَال: فلَان يخول أَهله إِذا رعى غَنمهمْ، أَو مَا أشبه ذَلكَ.
{وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا} يَعْنِي: الْأَوْثَان؛ الندُّ فِي اللُّغَة: الْعدْل {لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ} أَي: يتبعهُ عَلَى ذَلكَ غَيره {قُلْ} يَا مُحَمَّد للمشرك: {تَمَتَّعْ} {فِي الدُّنْيَا} (بِكُفْرِكَ قَلِيلاً} أَي أَن بَقَاءَك فِي الدُّنْيَا قَلِيل {إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}.
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} يَعْنِي (مصل) {آنَاء اللَّيْلِ} يَعْنِي: سَاعَات اللَّيْل {سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ} أَي: يخَاف عَذَابهَا {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} يَعْنِي: الْجنَّة يَقُولُ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِت} إِلَى آخر الْآيَة , كَالَّذي جعل لله أندادًا فعبد الْأَوْثَان دوني , لَيْسَ مثله.
قَالَ محمدٌ: أصل الْقُنُوت الطَّاعَة , وَقَرَأَ نَافِع (أَمن) بِالتَّخْفِيفِ.

(ل 298) {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} أَي: هَلْ يَسْتَوِي هَذَا الْمُؤمن الَّذِي يعلم أَنَّهُ ملاقٍ ربه , وَهَذَا الْمُشرك الَّذِي جعل لله

الصفحة 105