كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
الأنداد؛ أَي: أَنَّهُمَا لَا يستويان {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ} إِنَّمَا (يقبل) التَّذْكِرَة {أولُوا الْأَلْبَاب} أَصْحَاب الْعُقُول؛ وهم الْمُؤْمِنُونَ.
{للَّذين أَحْسنُوا} آمَنُوا {فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} أَي: فِي الْآخِرَة؛ وَهِي الْجنَّة {وَأَرْض الله وَاسِعَة} هُوَ كَقَوْلِه: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فاعبدون} فِي الأَرْض الَّتِي أَمركُم أَن تهاجروا إِلَيْهَا؛ يَعْنِي: الْمَدِينَة {إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ} يَعْنِي: الَّذين صَبَرُوا عَلَى طَاعَة الله {أجرهم} الْجنَّة {بِغَيْر حِسَاب}. يَقُول: لَا حِسَاب عَلَيْهِم فِي الْجنَّة، كَقَوْلِه: {يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب}.
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 11 إِلَى آيَة 16.
{وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} من هَذِه الْأمة.
{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} بمتابعتكم عَلَى مَا تدعونني إِلَيْهِ من عبَادَة الْأَوْثَان {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم} يَعْنِي: جَهَنَّم
{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} وَهَذَا وَعِيد؛ أَي: أَنكُمْ إِن عَبدْتُمْ من دونه عذّبكم {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} الْآيَة , جعل اللَّه لكل أحدٍ منزلا فِي الْجنَّة وَأهلا؛ فَمن عمل
الصفحة 106