كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُولِي الْأَلْبَاب} الْعُقُول؛ وهم الْمُؤْمِنُونَ يتذكرون فيعلمون أنّ مَا فِي الدُّنْيَا ذاهبٌ.
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 22 إِلَى آيَة 26.
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ}: أَي: وسَّع {فَهُوَ عَلَى نُورٍ من ربه} أَي: ذَلكَ النُّور فِي قلبه {فويل للقاسية قُلُوبهم} الْآيَة؛ أَي: أَن الَّذِي شرح اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه لَيْسَ كالقاسي قلبه الَّذِي هُوَ فِي ضلال مُبين عَن الْهدى؛ يَعْنِي: الْمُشرك وَهَذَا عَلَى الِاسْتِفْهَام يَقُولُ: {هَلْ يستويان} أَي: أَنَّهُمَا لَا يستويان.
{الله نزل أحسن الحَدِيث} يَعْنِي: الْقُرْآن {كتابا متشابها} يَعْنِي: يشبه بعضه بَعْضًا فِي نوره وَصدقه وعدله {مثاني} يَعْنِي: ثنى اللَّه فِيهِ الْقَصَص عَن الْجنَّة فِي هَذِه السُّورَة , وثنى ذكرهَا فِي سُورَة أُخْرَى , وَذكر النَّار فِي هَذِه (ل 299) السُّورَة ثمَّ ذكرهَا فِي غَيرهَا من السُّور؛ هَذَا تَفْسِير الْحَسَن.
قَالَ مُحَمَّد: {مثاني} نعت قَوْله (كتابا) وَلم ينْصَرف؛ لِأَنَّهُ جمع لَيْسَ عَلَى

الصفحة 109