كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
مِثَال الْوَاحِد.
{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذين يَخْشونَ رَبهم} إِذا ذكرُوا وَعِيد اللَّه [فِيهِ] {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذكر الله} إِذا ذكرُوا أَعْمَالهم الصَّالِحَة , لانت قُلُوبهم وجلودهم إِلَى وعد اللَّه الَّذِي وعدهم.
قَالَ محمدٌ: وَقيل: الْمَعْنى: إِذا ذكرت آيَات الْعَذَاب , اقشعرَّت جُلُود الْخَائِفِينَ لله , ثمَّ تلين جلودُهم وَقُلُوبهمْ إِذا ذكرت آيَات الرَّحْمَة.
{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} أَي: شدته أول مَا تصيب مِنْهُ النَّار إِذا أُلقي فِيهَا وَجهه؛ لِأَنَّهُ يكبُّ عَلَى وَجهه {خير أَمن يَأْتِي آمنا} أَي: أَنَّهُمَا لَا يستويان {وَقِيلَ للظالمين} الْمُشْركين: {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} أَي: جَزَاء مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ
{كذب الَّذين من قبلهم} يَعْنِي: من قبل قَوْمك يَا محمدُ.
{فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} جَاءَهُم فَجْأَة
{ولعذاب الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا {لَو كَانُوا يعلمُونَ} لعلموا أَن عَذَاب الْآخِرَة أكبر من عَذَاب الدُّنْيَا.
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 27 إِلَى آيَة 31.
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يتذكرون} لِكَيْ
الصفحة 110