كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
قَالَ اللَّهُ: {بَلْ هِي فِتْنَةٌ} يَعْنِي: بليّة {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يعلمُونَ} يَعْنِي: جمَاعَة الْمُشْركين.
قَالَ مُحَمَّد: قِيلَ: الْمَعْنى: تِلْكَ العطيَّة بلوى من اللَّه يَبْتَلِي بهَا العَبْد ليشكر أَو يكفر.
{قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من الْمُشْركين؛ يَعْنِي: هَذِه الْكَلِمَة. {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} من أَمْوَالهم
{فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا كسبوا} مَا عمِلُوا من الشّرك، يَقُولُ: نزل بهم جَزَاء أَعْمَالهم؛ يَعْنِي: الَّذِي أهلك من الْأُمَم {وَالَّذِينَ ظلمُوا} أشركوا {من هَؤُلَاءِ} يَعْنِي: هَذِه الْأمة {سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كسبوا} يَعْنِي: الَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ كفار آخر هَذِه الْأمة , وَقد أهلك أوائلهم؛ أَبَا جهل وَأَصْحَابه بِالسَّيْفِ يَوْم بدر {وَمَا هُمْ بمعجزين} أَي: بالذين يَسْبِقُونَنَا حَتَّى لَا نقدر عَلَيْهِم فنبعثهم ثمَّ نعذبهم
{أَوَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ} أَي: بلَى قد علمُوا.
تَفْسِير سُورَة الزمر من الْآيَة 53 إِلَى آيَة 56.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أنفسهم} بالشرك {لَا تقنطوا} تيأسوا. الْآيَة.
تَفْسِير الْحَسَن قَالَ: لما نزل فِي قَاتل الْمُؤمن وَالزَّانِي وغَير ذَلكَ مَا نزل
الصفحة 116