كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{وَمَن صَلَحَ} أَي: من آمن {مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}.
{وقهم السَّيِّئَات} يَعْنِي: جَهَنَّم هِيَ جَزَاء الشّرك {وَمن تق السَّيِّئَات} أَي: تصرف عَنهُ
{إِن الَّذين كفرُوا ينادون} وهم فِي النَّار: {لَمَقْتُ اللَّهِ أكبر من مقتكم أَنفسكُم} أَي: لمقت اللَّه إيَّاهُم فِي مَعْصِيَته أكبر من مقتهم أنفسهم فِي النَّار، وَذَلِكَ أَن أحدهم يمقت نَفسه {إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَان} فِي الدُّنْيَا {فَتَكْفُرُونَ}
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} وَهُوَ قَوْله فِي سُورَة الْبَقَرَة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}.
يَقُولُ: كُنْتُم أَمْوَاتًا فِي أصلبة آبائكم نطفاً {فأحياكم} يَعْنِي: هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا {ثُمَّ يميتكم} يَعْنِي: مَوْتهمْ {ثمَّ يُحْيِيكُمْ} يَعْنِي: الْبَعْث.
{فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ من سَبِيل} تَفْسِير الْحَسَن: فِيهَا إِضْمَار (قَالَ الله: لَا)
ثمَّ قَالَ: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرك بِهِ تؤمنوا} تصدقوا بِعبَادة الْأَوْثَان.
تَفْسِير سُورَة غَافِر من الْآيَة 13 إِلَى آيَة 16.
قَوْله: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ} مَا أرَاهُ العبادَ من قدرته {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} الْمَطَر؛ يَعْنِي: فِيهِ أرزاق الْعباد {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ} يخلص لله
{رفيع الدَّرَجَات} هُوَ رفيع الدَّرَجَات دَرَجَات الْمُؤمنِينَ فِي الْجنَّة
الصفحة 127