كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{ذُو الْعَرْش} رب الْعَرْش {يلقِي الرّوح} ينزل الْوَحْي {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} [يَوْم الْقِيَامَة] يَوْم يلتقي فِيهِ الْخَلَائق: أهل السَّمَاء وَأهل الأَرْض عِنْد اللَّه.
قَالَ مُحَمَّد: الِاخْتِيَار فِي الْقِرَاءَة بِالْيَاءِ , وَقَرَأَ نَافِع بِغَيْر يَاء.
{يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} يَقُول: لمن الْملك الْيَوْم؟ يسْأَل الْخَلَائق فَلَا يجِيبه أحد , فَيرد عَلَى نَفسه فَيَقُول: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ القهار} قهر الْعباد بِالْمَوْتِ , وَبِمَا شَاءَ من أمره قَالَ بَعضهم: هَذَا بَين النفختين حِين لَا يبْقى أحد غَيره.
تَفْسِير سُورَة غَافِر من الْآيَة 17 إِلَى آيَة 20.
{الْيَوْم} يَعْنِي: فِي الْآخِرَة {تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ: يَفْرَغُ من حِسَاب الْخَلَائق فِي مِقْدَار نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا إِذا أَخذ فِي حِسَاب الْخَلَائق وعرضهم.
{وَأَنْذرهُمْ يَوْم الآزفة} يَعْنِي: الْقِيَامَة {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِر كاظمين} قَالَ قَتَادَة: انتزعت الْقُلُوب فغصّت بهَا الْحَنَاجِر , فَلَا هِيَ تخرج وَلَا هِيَ ترجع إِلَى أماكنها.
الصفحة 128